جو بايدن عمل سياسياً ومحامياً أمريكياً، وهو عضو بار في الحزب الديمقراطي، شغل مناصب بارزة خلال مسيرته السياسية الحافلة.
من ترشحه إلى الفوز.. رحلة طويلة قطعها بايدن للظفر بالبيت الأبيض

جو بايدن يتوج مسيرته السياسة الطويلة
بفوز تأخر إعلانه أياماً، توّج السياسي الديمقراطي المخضرم جو بايدن، 77 عاماً، مسيرته السياسية الطويلة التي تمتد لنحو 47 عاماً مليئة بالأحداث، بتوليه منصب الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، محطماً أحلام دونالد ترامب.
ويمتلك بايدن ميزات نجحت في جذب مزاج الناخب الأمريكي، استطاع إبرازها في خطابه على مدار الأشهر التي سبقت الانتخابات، فهو متحدث فصيح وخبير في السياسة الخارجية الأمريكية، كما أنه يعرف خبايا الداخل.
وبعكس ترامب، الملياردير وقطب العقارات الذي يتحدث دائماً بلغة المال والأعمال، فإن بايدن سياسي مخضرم يحفظ دهاليز السياسة الأمريكية منذ عقود، كما كان الرجل الثاني في الولايات المتحدة بعد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث عمل نائباً له بين عامي 2009 و2017 في فترة توطدت بها علاقتهما حتى على المستوى الشخصي.

تُعد حملة بايدن الرئاسية لعام 2020 محاولته الثالثة للسعي لانتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
كانت حملته الأولى في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 1988، إذ كان يعتبر في البداية أحد أقوى المرشحين المحتملين. ومع ذلك كشفت الصحف عن الانتحال من قبل بايدن في سجلات كلية الحقوق وفي الخطابات، وهي فضيحة أدت إلى انسحابه من السباق في سبتمبر 1987.
قام بالمحاولة الثانية خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي لعام 2008، إذ ركز على خطته لتحقيق النجاح السياسي في حرب العراق من خلال نظام الفيدرالية، لكنه فشل في حشد التأييد والدعم، وانسحب من السباق بعد أدائه الضعيف في تجمع آيوا في 3 يناير 2008.
اختاره باراك أوباما في نهاية المطاف ليصبح رفيقه في الانتخابات وفاز في الانتخابات العامة كنائب لرئيس الولايات المتحدة، وأدى اليمين في 20 يناير 2009.

أعلن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2020.
وقال جو بايدن، في تغريدة عبر "تويتر": إن "القيم الأساسية لهذه الأمة، ومكانتنا في العالم، وديمقراطيتنا ذاتها، وكل ما جعل أمريكا على المحك.. لهذا أعلن اليوم قراري الترشح لرئاسة الولايات المتحدة".

بعد نتائج غير مرضية في المجمع الانتخابي في ولاية أيوا والانتخابات التمهيدية في ولاية نيو هامبشير، في فبراير 2020، بدت فرصة بايدن في الانتخابات الرئاسية وكأنها قد انتهت.
لكن مساعدي بايدن في الحملة الانتخابية أكدوا أن الأوضاع ستنقلب بمجرد بدء تصويت الأمريكيين من أصل أفريقي بأعداد كبيرة، وكانوا على حق.
وحقق بايدن المفاجأة في ساوث كارولينا، ما جعل عدة منافسين يخرجون من السباق على الفور، وجعل المسرح يتهيأ لسباق مذهل حقق لبايدن ترشيح الحزب الديمقراطي في غضون أسابيع.

أعلن السيناتور الديمقراطي، جو بايدن، قبوله ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض الانتخابات الرئاسية منافساً للرئيس الجمهوري الحالي، دونالد ترامب.
وأوضح بايدن، في أغسطس 2020، رؤيته لإعادة بناء الأمة بشكل أفضل في خطاب ألقاه بختام المؤتمر الوطني الافتراضي لحزبه الديمقراطي الذي استمر لأربعة أيام.
وتعهد بايدن في كلمته التي ألقاها في مؤتمر الحزب بأن يتحد مع كافة الديمقرطيين من أجل هزيمة منافسه ترامب.

دخل بايدن في مناظرته الأولى مع ترامب، أواخر سبتمبر 2020، وخرج الحدث برمته عن نطاق السيطرة، كما هاجم ترامب عائلة المرشح الديمقراطي.
وأظهرت استطلاعات الرأي التي أجريت بعد ذلك، ومختصون بمتابعة المناظرة أن الناخبين، الذين لم يحسموا أمرهم بعد، شعروا بالصدمة من سلوك ترامب.

عقدت المناظرة الثانية بين بايدن وترامب في 22 أكتوبر 2020، بعد تأجيلها عقب إصابة الرئيس الأمريكي ترامب بكورونا،
واعتبر معظم مشاهدي المناظرة الانتخابية الأخيرة بين المرشحين للرئاسة الأمريكية أن الديمقراطي جو بايدن فاز أمام ترامب، حسب نتائج استطلاع رأي.

سجلت حملة جو بايدن رقماً قياسياً في إنفاق الأموال على الدعاية الإعلامية في التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، فقد أنفقت الحملة أكثر من 582 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية منذ انطلاقها العام الماضي.
وتفوقت حملة بايدن بسهولة على حملة ترامب التي أنفقت 342 مليون دولار في العامين الماضيين.

أظهرت استطلاعات رأي أمريكية أن بايدن كان يتقدم على ترامب في الولايات المتأرجحة، ما ضمن له -ربما- أكثرية الأصوات في المجمع الانتخابي وبفارق كبير.
وأشارت الاستطلاعات إلى أن بايدن تصدر في معظم الاستطلاعات، وتقدم على الصعيد الوطني بـ10 نقاط.

بدأت الانتخابات المبكرة في عدة مدن أمريكية في 19 سبتمبر 2020، والتي شارك فيها حتى ليلة الاقتراع الرسمي نحو 100 مليون شخص، وهي التي ساعدت في تصدر بايدن بالأصوات.
وبينما صعد ترامب هجماته على التصويت بالبريد، ردت حملة بايدن بأن "الشعب الأمريكي سيقرر نتيجة هذه الانتخابات. وحكومة الولايات المتحدة قادرة تماماً على إخراج الدخلاء من البيت الأبيض".

في 3 نوفمبر 2020، توجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع ليبعثوا جو بايدن أو دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ونجح بايدن بعد ماراثون طويل استمر عدة أيام بعد إغلاق صنادق الاقتراع في الفوز بالانتخابات الرئاسية بحصوله على 290 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي حتى الآن.
وبذلك تجاوز المرشح الديمقراطي الرقم السحري البالغ "270"، والذي يوصل صاحبه إلى كرسي البيت الأبيض.

أفادت وسائل إعلام أمريكية مساء السابع من نوفمبر، بأن المرشح الديمقراطي جو بايدن هو الرئيس الـ46 للولايات المتحدة الأمريكية، غير أن غريمه الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب قال إن الانتخابات لم تحسم بعد.
وأكدت شبكة "إن بي سي" (NBC) وموقع نيويورك تايمز وأسوشييتد برس فوز بايدن وتجاوزه الفارق المطلوب مع غريمه ترامب في ولاية بنسلفانيا، وهو 35 ألف صوت.
وبفوزه في بنسلفانيا ونيفادا على غريمه ترامب أصبح لدى بايدن 290 صوتاً في المجمع الانتخابي الذي يتطلب فقط 270 صوتاً للمرشح كي يفوز بسباق الرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية.